تعتبر السندات واحدة من أهم أدوات الاستثمار في الأسواق المالية، حيث تتيح للمستثمرين فرصة تحقيق عوائد ثابتة مقابل إقراض أموالهم للحكومات أو الشركات لفترة زمنية محددة. تُستخدم السندات كوسيلة لتمويل المشروعات وتغطية النفقات، وتتميز بأنها توفر دخلًا منتظمًا للمستثمرين من خلال الفوائد الدورية التي تُعرف بالكوبون.
السندات | تعريفها وكيف يؤثر سعرها على العائد الاستثماري
لكن لفهم كيفية تحقيق العوائد من السندات، من الضروري معرفة العلاقة بين سعر السند وعائده، وهي علاقة عكسية تؤثر على قرارات المستثمرين في الأسواق الثانوية. فمع تغير أسعار الفائدة والعوامل الاقتصادية، يتغير سعر السند، مما يؤدي إلى تغيّر العائد عليه. في هذا المقال، سنشرح بالتفصيل كيفية عمل السندات، والعلاقة بين سعرها والعائد الذي تقدمه للمستثمرين، وتأثير هذه العوامل على قرارات الاستثمار.
 |
| ما هي السندات؟ فهم العلاقة بين سعر السندات والعائد عليها بالتفصيل |
في هذا المقال، سنتعرف على العلاقة بين سعر السند والعائد عليه، وهو موضوع مهم للغاية يهم شريحة كبيرة من المستثمرين، سواء كانوا مستثمرين على المدى الطويل، أو مضاربين يسعون لتحقيق أرباح سريعة، أو حتى أشخاص يبحثون عن أفضل الفرص الاستثمارية المتاحة في السوق.
ما هو السند؟ وما العلاقة بين سعره وعائده؟
يبحث المستثمرون دائمًا عن الفرص التي تحقق لهم أفضل العوائد، تمامًا كما يبحث المزارعون عن التربة الخصبة التي تضمن لهم حصادًا جيدًا. فهم يراقبون تحركات السوق، ويحللون الأصول المتاحة، سواء كانت أسهمًا، سندات، ذهبًا، أو أي أداة استثمارية أخرى تحقق لهم أرباحًا مجزية. عندما يجدون فرصة استثمارية واعدة، يسارعون إلى الدخول فيها، مستفيدين من الاتجاهات الصاعدة للسوق لتحقيق أعلى عائد ممكن.
من بين الأدوات التي يبحث عنها المستثمرون لتحقيق عوائد مالية هي السندات. ولكن، ما هو السند بالضبط؟السند هو أداة دين تصدرها الحكومات أو الشركات عندما تحتاج إلى تمويل. ببساطة، يمكن تشبيهه بوصل أمانة، لكنه موثق رسميًا ويتضمن شروطًا واضحة تحمي حقوق الطرفين: الجهة المصدرة والمستثمر الذي يشتري السند.
ما المعلومات التي يحتوي عليها السند؟
يتضمن السند ثلاث معلومات رئيسية:- قيمة السند (المبلغ الأصلي) – وهو المبلغ الذي تقترضه الحكومة أو الشركة من المستثمرين.
- سعر الفائدة أو "الكوبون" – وهي نسبة العائد التي يحصل عليها المستثمر بشكل دوري.
- تاريخ الاستحقاق – وهو الموعد الذي يجب أن تعيد فيه الجهة المصدرة أصل المبلغ إلى المستثمر.
- عند شراء المستثمر للسند، فهو essentially يقوم بإقراض أمواله مقابل عائد محدد، مع ضمان استعادة رأس المال عند انتهاء مدة السند.
أنواع السندات وأذون الخزانة: ما الفرق بينهما؟
السندات لها مسميات مختلفة، مثل السندات الحكومية وأذون الخزانة، والفرق الأساسي بينهما يتعلق بالمدة الزمنية للاستثمار.- السندات: هي أدوات دين طويلة الأجل، حيث تتجاوز مدتها سنة واحدة، وقد تمتد إلى 5 أو 10 سنوات أو أكثر، حسب سياسة الجهة المُصدِرة.
- أذون الخزانة: هي أدوات دين قصيرة الأجل، حيث تكون مدتها أقل من سنة واحدة، وعادةً ما تُستخدم لتغطية الاحتياجات المالية العاجلة للحكومات.
يجدر بالذكر أن تسمية هذه الأدوات المالية قد تختلف من دولة إلى أخرى، لكن الفرق الأساسي بينهما يظل مدة الاستثمار، لذلك من المهم أخذ هذه النقطة في الاعتبار عند تحليل خيارات الاستثمار.
العلاقة بين سعر السند والعائد عليه
تلعب العلاقة بين سعر السند والعائد على السند دورًا مهمًا في الأسواق المالية، مما يجعلها محط اهتمام المستثمرين في الفوركس، الأسهم، والسندات. هذه العلاقة تؤثر بشكل مباشر على قرارات الاستثمار وتحديد العوائد المتوقعة.
لفهم هذه العلاقة بشكل أوضح، دعونا نثبت ثلاث حقائق أساسية عن السندات:- القيمة الاسمية للسند ثابتة عند الاستحقاق
عند شراء سند بقيمة 1000 دولار، ستسترد نفس المبلغ عند انتهاء مدة السند، بغض النظر عن تقلبات سعره في السوق الثانوية. حتى لو تغير سعر السند في السوق إلى 500 دولار أو 1500 دولار خلال فترة تداوله، فإن القيمة التي ستحصل عليها عند الاستحقاق تظل 1000 دولار.
- معدل الفائدة على السند ثابت طوال مدته
إذا كان السند يحمل فائدة سنوية 5%، فستظل هذه النسبة ثابتة طوال فترة السند، بغض النظر عن تغيرات السوق أو الاقتصاد. أي أن المستثمر سيحصل على 50 دولارًا سنويًا إذا كان السند بقيمة 1000 دولار، بغض النظر عن سعره في السوق الثانوية.
- مدة استحقاق السند لا تتغير
عند شراء سند مدته 10 سنوات، فإن هذه المدة تبقى ثابتة ولا يمكن تعديلها. لا يمكن تمديد السند ليصبح 15 سنة أو تقصيره إلى 5 سنوات بعد إصداره.
لماذا تتغير أسعار السندات في السوق الثانوية؟
على الرغم من أن القيمة الاسمية والفائدة تظل ثابتة، فإن أسعار السندات في السوق الثانوية تتغير بناءً على معدلات الفائدة الحالية.- إذا ارتفعت معدلات الفائدة الجديدة، فإن السندات القديمة ذات الفائدة الأقل تصبح أقل جاذبية، مما يؤدي إلى انخفاض أسعارها في السوق الثانوية.
- إذا انخفضت معدلات الفائدة الجديدة، فإن السندات القديمة ذات الفائدة الأعلى تصبح أكثر طلبًا، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.
- عندما يرتفع سعر السند، ينخفض العائد الفعلي للمستثمر الجديد.
- عندما ينخفض سعر السند، يرتفع العائد الفعلي للمستثمر الجديد.
تطبيق العلاقة بين سعر السند والعائد عليه – الحالة الأولى
شراء السند في السوق الأولي- قررت شراء سند بقيمة 1000 دولار.
- معدل الفائدة السنوي عليه 5%، أي أنك ستحصل على 50 دولارًا كل سنة لمدة 10 سنوات.
بعد سنة، قررت بيع السند، لكن سعره ارتفع في السوق الثانوية إلى 1100 دولار بدلًا من 1000 دولار.
كيف يؤثر هذا على العائد؟
- المستثمر الجديد سيدفع 1100 دولار لكنه سيظل يحصل فقط على 50 دولارًا سنويًا.
- بما أن العائد ثابت عند 50 دولارًا سنويًا، لكنه دفع مبلغًا أكبر للحصول على السند، فإن العائد الفعلي له سيكون أقل من 5%.
- كلما زاد سعر السند في السوق، انخفض العائد الذي يحصل عليه المستثمر الجديد.
الحالة الثانية:
بيع السند في السوق الثانوية – انخفاض السعر
بعد مرور سنة، قررت بيع السند، لكن سعره انخفض في السوق الثانوية إلى 900 دولار بدلًا من 1000 دولار.
كيف يؤثر هذا على العائد؟
- المستثمر الجديد سيدفع 900 دولار فقط للحصول على السند.
- لكنه سيظل يحصل على 50 دولارًا سنويًا كفائدة ثابتة.
- في نهاية مدة السند، سيحصل على قيمته الأصلية 1000 دولار، رغم أنه اشتراه بـ 900 دولار.
- هذا يعني أن العائد الفعلي له سيرتفع ليكون أكثر من 5%، لأنه استثمر مبلغًا أقل لكنه يحصل على نفس الفائدة والثمن الأصلي في النهاية.
- عندما ينخفض سعر السند في السوق، يرتفع العائد للمستثمر الجديد.
- عندما يرتفع سعر السند، ينخفض العائد للمستثمر الجديد.
- هذه العلاقة أساسية في فهم كيفية تأثر السندات بتغيرات السوق المالية.
في النهاية، تعتبر السندات من أهم أدوات الاستثمار التي توفر دخلًا ثابتًا وتعد خيارًا آمنًا نسبيًا للمستثمرين. يعتمد العائد على السند بشكل مباشر على سعره في السوق الثانوية، حيث تنشأ علاقة عكسية بينهما؛ فعندما يرتفع سعر السند، ينخفض العائد، وعندما ينخفض سعره، يرتفع العائد.
هذه العلاقة تؤثر بشكل كبير على قرارات المستثمرين في الأسواق المالية، خاصة في ظل تقلبات أسعار الفائدة والسياسات الاقتصادية المختلفة. لذا، فإن فهم هذه الديناميكية يساعد المستثمرين على اتخاذ قرارات مدروسة تعزز من فرصهم في تحقيق عوائد جيدة بأقل المخاطر الممكنة.
