أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

أخطاء مالية تدمر مستقبلك | كيف تخسر أموالك دون أن تشعر؟

الجميع يحلم بالثراء وتحقيق الاستقرار المالي، لكن القليل فقط من ينجح في ذلك. في الواقع، هناك أخطاء مالية شائعة يقع فيها الكثيرون دون وعي، مما يجعلهم عالقين في دائرة الفقر مدى الحياة. في هذه المقالة، سنتعرف على أبرز هذه الأخطاء، وكيف تؤدي إلى خسارة الأموال، والأهم من ذلك، كيف يمكنك تجنبها لضمان مستقبل مالي أكثر استقرارًا.

أخطاء مالية شائعة تؤدي إلى الفقر | كيف تتجنبها؟

كثير من الناس اليوم لا يدركون قيمة المال، ولا يعرفون كيفية كسبه أو حتى الحفاظ عليه. وبمجرد أن يحصلوا على المال، ينفقونه بسرعة وبطرق غير مدروسة. هل سبق لك أن سألت نفسك: لماذا يظل الفقير فقيرًا بينما يزداد الغني غنى؟ لا شك أن الأرزاق بيد الله، ولا خلاف على ذلك، لكن هناك أسباب وعوامل تساهم في الفقر أو الثراء.

أخطاء مالية تدمر مستقبلك | كيف تخسر أموالك دون أن تشعر؟

بعض هذه العوامل خارجة عن إرادتك، ولكن الجزء الأكبر منها يقع تحت سيطرتك، وهذا ما سنناقشه اليوم. ببساطة، هناك عادات وسلوكيات مالية تؤدي إلى الفقر، فالشخص الفقير يظل فقيرًا، وحتى الغني قد يفقد ثروته إذا لم يتصرف بحكمة. الأمر لا يتعلق فقط بحجم المال الذي تكسبه، بل بكيفية إدارته واستثماره. والدليل على ذلك أن كثيرًا من الأشخاص يرثون ملايين، ثم يخسرونها في وقت قصير.

لكن لماذا هناك أشخاص لن يصبحوا أثرياء أبدًا رغم أن دخلهم ليس قليلًا؟ وما الذي يفعله الفقراء ويمتنع عنه الأغنياء؟ وكيف يبدد الجيل الثاني والثالث في العائلات الغنية الثروات التي بناها الجيل الأول؟ هذا ما سنناقشه بالتفصيل في هذا المقال.

لماذا لا يكفي راتبك حتى نهاية الشهر؟ الأسباب والحلول

أغلب النكات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي حول الوظيفة تدور عادةً حول فكرة أن الراتب لا يكفي حتى نهاية الشهر، أو أنه بالكاد يبقى منه شيء بحلول آخره. وهذه الظاهرة، بالمناسبة، ليست محلية فقط، بل عالمية.

على سبيل المثال، في عام 2017، كان حوالي 78% من الأمريكيين يعيشون على رواتبهم شهرًا بشهر، حيث ينتظرون نزول الراتب لتغطية مصاريفهم، ثم بمجرد انتهائه في نفس الشهر، يبدأون في عد الأيام حتى يصل الراتب التالي. وإذا حدث أي تأخير في صرف الراتب لأي سبب، يجدون أنفسهم في أزمة مالية، غير قادرين على تغطية احتياجاتهم الأساسية.

هذا الوضع مألوف جدًا لكثير من الناس، وربما تعيشه بنفسك الآن. لكن السؤال هو: هل كل من يعاني من هذه المشكلة لديه راتب منخفض؟ بالطبع لا. إذن، لماذا لا يكفي راتبك أو دخلك لتغطية نفقاتك؟

الإجابة ببساطة تنحصر في احتمالين:
  • دخلك منخفض بالفعل، وبالتالي لا يغطي احتياجاتك الأساسية، وهذا ينطبق على شريحة كبيرة من الأشخاص.
  • دخلك ليس بالقليل، لكنه لا يكفي لأنك تعيش بأسلوب يفوق إمكانياتك المالية.
  • وفي الحالة الثانية، مهما كان راتبك مرتفعًا، ستجد نفسك تعاني من نقص المال في نهاية الشهر، بل ربما لا يكفيك منذ البداية، وهذه المشكلة أكثر شيوعًا مما قد تتخيل.
لكن كيف يحدث ذلك؟

لو أمسكت ورقة وقلم الآن وسجلت كل المصاريف التي تنفق عليها راتبك أو دخلك (إذا لم تكن موظفًا)، ستجد أن كل ما تنفقه يندرج تحت فئتين رئيسيتين:
  • الاحتياجات: وهي النفقات الأساسية التي لا يمكنك الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال، مثل:
  1. الإيجار أو أقساط السكن
  2. فواتير المياه والكهرباء
  3. الطعام والشراب
  4. الملابس الأساسية
  5. العلاج والأدوية
  6. المواصلات
  7. مصاريف التعليم للأبناء هذه المصاريف ضرورية لحياتك اليومية، ولا يمكنك إهمالها.
  • الرغبات: وهي النفقات التي يمكنك العيش بدونها، ولكنك تختار إنفاق المال عليها بمحض إرادتك، مثل:
  1. الترفيه (السينما، الملاهي، الاشتراكات مثل نتفليكس)
  2. تناول الطعام في المطاعم
  3. السفر والسياحة
  4. شراء الإلكترونيات غير الضرورية
  5. الكماليات والملابس الفاخرة 

هذه الأشياء قد تكون ممتعة، لكنها ليست أساسية، والاستغناء عنها لن يؤثر على حياتك بشكل جذري. المفتاح الحقيقي للتحكم في أموالك هو معرفة الفرق بين "الاحتياجات" و"الرغبات"، وإدارة إنفاقك بناءً على هذه الأولوية. الأشخاص العقلاء عندما يحصلون على رواتبهم أو دخلهم الشهري، يقومون بترتيب أولويات الإنفاق بطريقة منطقية. فالعقل والمنطق يفرضان أن تبدأ بتغطية الاحتياجات الأساسية أولًا.

الإنفاق العشوائي | العقبة الأولى أمام بناء الثروة

ماذا عن المال المتبقي بعد تغطية الاحتياجات الأساسية؟

هنا يقع كثير من الناس في خطأ جسيم، حيث ينفقون جزءًا كبيرًا من دخلهم على الرغبات، رغم أنها أشياء يمكن الاستغناء عنها. والنتيجة؟ لا يتبقى لديهم أي مبلغ للادخار لحالات الطوارئ أو حتى للاستثمار في المستقبل، لأنهم ببساطة لا يضعون ميزانية واضحة، بل يعتمدون على الإنفاق العشوائي، فيشترون أي شيء طالما لديهم ثمنه. ومن المهم أن ندرك أن هذه المشكلة لا ترتبط بحجم الدخل؛ أي أن الشخص الذي ينفق بهذه الطريقة، سواء كان راتبه 500 دولار أو 5000 دولار، لن يتبقى لديه شيء في نهاية الشهر.

والنتيجة النهائية؟

هو شخص يعيش بأسلوب يفوق إمكانياته المالية، مما يجعله عاجزًا عن زيادة دخله أو تحقيق أي استقرار مالي. وهذا في الحقيقة هو أول حاجز يمنعك من بناء الثروة.

لماذا أصبح الناس ينفقون الجزء الأكبر من دخلهم على أشياء غير أساسية؟

منذ 122 عامًا، وتحديدًا في عام 1899، قدم عالم الاقتصاد والاجتماع الأمريكي ثورستين فيبلين مفهومًا مهمًا جدًا يفسر جانبًا كبيرًا من الواقع الذي نعيشه اليوم، وهو "الاستهلاك التفاخري" (Conspicuous Consumption). ببساطة، فيبلين قال إن الناس في كثير من الأحيان تنفق جزءًا كبيرًا من دخلها على شراء سلع باهظة الثمن وغير ضرورية فقط لمجرد التباهي، وليس بسبب الحاجة الفعلية لها.

  • وبالمقارنة بين أنماط الاستهلاك قبل أكثر من 100 عام وما نعيشه اليوم، سنجد أن الفجوة ضخمة جدًا، لدرجة تجعل المقارنة كوميدية!
  • اليوم، نحن نعيش في عصر يُدار باقتصاد استهلاكي بحت، حيث تعتمد أغلب الشركات والمشاريع الناجحة على تحفيزك كمستهلك على إنفاق أكبر قدر ممكن من دخلك على منتجاتها أو خدماتها، بغض النظر عن مدى أهميتها الفعلية بالنسبة لك.

الفرق بين الضروريات والكماليات | كيف تتحكم في إنفاقك؟

يعاني الكثير من الأشخاص من تدهور أوضاعهم المالية بسبب إنفاقهم المفرط على السلع الاستهلاكية، حيث يبرر بعضهم ذلك بأن هذه السلع أو الخدمات ضرورية أو مفيدة لهم، في حين أنها في الواقع مجرد رغبات أكثر منها احتياجات. تكمن المشكلة في أن الفارق بين الضروريات والكماليات قد يكون دقيقًا للغاية. 

على سبيل المثال، يُعد التنقل من وإلى العمل حاجة أساسية، لكن اختيار وسيلة النقل قد يحمل جانبًا من الرغبة، فالشخص الذي يعتمد على خدمات مثل "أوبر" بدلًا من وسائل مواصلات أرخص، رغم أنها تؤدي نفس المهمة، ينفق أكثر على شيء يمكنه الاستغناء عنه. اللافت أن كل شخص يمتلك القدرة على إقناع نفسه ومن حوله بأنه لا ينفق أمواله إلا على الضروريات. 

ففي ورقة بحثية نُشرت عام 2016، أوضحت "Anat Keinan"، أستاذة بكلية هارفارد للأعمال، أن العديد من المستهلكين عندما يبررون شراء منتجات أو خدمات باهظة الثمن أو غير ضرورية، يلجأون إلى ما يُعرف بـ "الأعذار الوظيفية" (Functional Alibis).

  • على سبيل المثال، عندما يُسأل شخص عن سبب استبدال هاتفه القديم – الذي لا يزال في حالة جيدة – بأحدث إصدار، قد يجيب بأن الهاتف الجديد يتميز بخاصية معينة لم تكن موجودة في جهازه السابق. 
  • أو عندما يُسأل شخص عن سبب استخدامه لـ "أوبر" في جميع تنقلاته رغم أن دخله لا يسمح بذلك، قد يبرر الأمر بأنه يفضل الخصوصية التي توفرها الخدمة، مقارنة بالمواصلات العامة. في الواقع، هذه ليست سوى أعذار يستخدمها الشخص ليبرر لنفسه إنفاقه غير الضروري، مما يجعله لا يشعر بالذنب حيال اتخاذ قرارات مالية غير حكيمة.

المحرك الرئيسي للسلوك الاستهلاكي لدى الكثير من الناس اليوم هو رغبتهم في الظهور أمام الآخرين بمكانة اجتماعية معينة. وللمحافظة على هذه الصورة، يلجأ البعض إلى زيادة إنفاقهم بشكل يفوق قدراتهم المالية، مما يؤدي إلى خلق فجوة بين دخلهم ومصروفاتهم. ولتغطية هذه الفجوة، يقع الكثيرون في أحد أكبر الأخطاء التي تمنعهم من تحقيق الاستقرار المالي أو حتى الثراء مستقبلاً، وهو اللجوء السهل إلى الاقتراض.

دوامة الديون | كيف تبدأ الاستدانة دون أن تشعر، وكيف تتجنبها؟

هل يغطي راتبك أو دخلك الحالي نفقاتك؟ إذا كان يكفيك، فذلك أمر جيد، أما إذا لم يكن كافيًا، فلديك خياران لا ثالث لهما: إما زيادة دخلك أو تقليل نفقاتك. لكن البعض يلجأ إلى حل ثالث "عبقري"، وهو الاقتراض أو الاستدانة، ليجد نفسه عالقًا في دوامة الديون التي قد تستمر معه مدى الحياة.

تبدأ القصة غالبًا بشراء ساعة أعجبتك، لكنك لا تملك ثمنها نقدًا، فتدفع قيمتها باستخدام بطاقة الائتمان، على أمل تسديد المبلغ من راتب الشهر القادم. وهنا، يشجعك البنك، ويمنحك نقاط مكافأة، ويروج لك في إعلاناته بعبارات مثل: "نحن في ظهرك، استلف ولا تشغل بالك!"

  • ثم يأتي الشهر التالي، وتريد تغيير سيارتك دون توفر المال اللازم، فتعود للاقتراض مجددًا. وبما أن البنك ليس مؤسسة خيرية، فإنه يقرضك بفوائد تتراكم بمرور الوقت، حتى يصبح المبلغ المستحق أكبر، ويبدأ البنك في تقسيمه إلى أقساط بفوائد أعلى. 

  • وهكذا، بعدما كنت تنوي سداد ما اقترضته في البداية، يصبح كل همك مجرد دفع القسط الشهري في موعده، ويتحول الدين إلى جزء أساسي من نفقاتك الدائمة.

  • والآن، إذا كان الشخص غارقًا في الديون بالكاد يستطيع تغطية نفقاته، فكيف يمكنه بناء ثروة؟ وبعيدًا عن فكرة الثراء، ماذا سيفعل إذا تعرض لمحنة أو واجهته أزمة غير متوقعة كما يحدث للجميع؟

غياب التخطيط المالي | كيف يؤدي سوء إدارة الأموال إلى أزمات لا تنتهي؟

كثير من الناس يعيشون يومهم دون تخطيط للمستقبل، ليس بسبب قلة المال فقط، بل نتيجة سوء إدارة الموارد المالية. لا يضعون في اعتبارهم احتمالية حدوث أمور غير متوقعة، مثل فقدان الوظيفة، أو وقوع حادث للسيارة، أو مرض أحد أفراد العائلة – لا قدر الله. وعندها، يجدون أنفسهم أمام خيارين: إما مدّ أيديهم طلبًا للمساعدة، أو اللجوء مجددًا إلى الاستدانة، ما يزيد من تعقيد أزماتهم المالية.

وكل هذا يحدث لأنهم لم يضعوا منذ البداية نظامًا ماليًا واضحًا ولم يرتبوا أولويات إنفاقهم، فكانوا يصرفون دون حساب على أمور غير أساسية. القاعدة بسيطة: إن لم يكن لديك ثمن الشيء، فلا تشتريه طالما أن حياتك لن تتوقف عليه. فالاستدانة، إلى جانب كونها في معظم الأحيان خيارًا اقتصاديًا سيئًا يقلل فرصك في بناء الثروة، فهي أيضًا عبء نفسي قد يؤثر على صحتك ويزيد من مستويات التوتر والقلق لديك.

في تقرير نشرته شركة "نيرد والت" الأمريكية عام 2018، ذكرت أن 86% من الأمريكيين الذين تراكمت عليهم الديون بسبب المبالغ التي سحبوها عبر بطاقات الائتمان أبدوا ندمهم على الاقتراض، وذلك لأن سداد هذه الديون استغرق فترة طويلة، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الفوائد بشكل كبير.

  • كما أوضح التقرير أن 40% من الأمريكيين أكدوا أن ديونهم أثرت سلبًا على شعورهم بالسعادة، في حين صرّح ثلثهم بأن هذه الديون أدت إلى تراجع مستوى معيشتهم، بينما أشار 20% إلى أن صحتهم تأثرت سلبًا بسبب الضغوط المالية.
  • والسبب الرئيسي وراء هذه المشكلات هو الإنفاق غير المسؤول على أمور غير ضرورية. فالكثير من الأشخاص ذوي الدخل المحدود أو المتوسط ينفقون على أشياء حتى الأثرياء أنفسهم لا يرونها ضرورية!

عادات الأثرياء المالية | كيف يدير المليونيرات أموالهم بذكاء؟

تنتشر بين الناس العديد من المعتقدات الخاطئة حول حياة الأثرياء وسلوكياتهم المالية، حيث يتخيل الكثيرون أن المليونير شخص مستهتر لا يهتم بالمال، وأنه يدخل المطعم ويدفع حساب الجميع، لكن هذه مجرد صورة سينمائية بعيدة تمامًا عن الواقع. لنأخذ الولايات المتحدة كمثال: الأسرة الأمريكية العادية تنفق اليوم في المتوسط 647 دولارًا شهريًا على مستلزمات البقالة. فكم تتوقع أن تنفق الأسرة الثرية على نفس البند؟

وفقًا لدراسة أجرتها شركة "Ramsey Solutions" تحت عنوان "الدراسة القومية للمليونيرات"، والتي شملت تحليل بيانات 10,000 مليونير أمريكي، تبين أن الأسر الثرية تنفق في المتوسط 412 دولارًا فقط شهريًا على مستلزمات البقالة. أي أن أسرة المليونير تنفق أقل بنسبة 57% من الأسرة العادية على نفس الاحتياجات!

  • في كتابه الشهير "The Millionaire Next Door" أو "المليونير المجاور"، يشير توماس ستانلي إلى أن 23.5% فقط من المليونيرات في أمريكا يقودون سيارات موديل السنة، في حين أن 37% منهم يمتلكون سيارات مستعملة اشتروها بدلًا من السيارات الجديدة.
  • بعبارة أخرى، هؤلاء الأشخاص اجتهدوا في كسب أموالهم، ويعرفون قيمتها جيدًا، ويدركون كيفية إنفاقها بحكمة. لم يصبحوا من أصحاب الملايين إلا بعد أن تعلموا إدارة أموالهم بشكل صحيح.

وعلى عكس ما يعتقده البعض، فإن معظم الأثرياء لم يرثوا ثرواتهم، بل صنعوها بأنفسهم. في الواقع، ما يقرب من 90% من المليونيرات اليوم عصاميون، بدأوا من الصفر وبنوا ثرواتهم من خلال العمل الجاد والتخطيط المالي الذكي. فالمال لا يضيعه إلا شخص مستهتر أو لم يبذل جهدًا في كسبه.

لماذا تضيع الثروات؟ أخطاء الأجيال التالية في إدارة المال

الأسباب التي تجعل الكثير من الناس لا يخرجون من دائرة الفقر، مهما حاولوا، هي نفسها التي تؤدي إلى ضياع ثروات العائلات الثرية على يد الأجيال التالية. للأسف، تشير الإحصائيات إلى أن 70% من العائلات الثرية تخسر ثرواتها بحلول الجيل الثاني، في حين أن 90% منها تفقدها تمامًا مع الجيل الثالث.

لكن ما السبب وراء ذلك؟

ببساطة، الابن أو الحفيد يولد في حياة مرفهة، يجد المال متاحًا بوفرة دون أن يبذل أي جهد في كسبه. لم يعِش تجربة الكفاح التي خاضها الجيل الأول لجمع هذه الثروة، فيتعامل مع المال بلا مسؤولية، ويبدأ النزيف المالي فور انتقال الثروة إليه. فهو قد اعتاد على الاستهلاك والصرف، لكنه لم يعتد على الكفاح والعمل لجني المال. ومع غياب التخطيط والإدارة المالية السليمة، تصبح النتيجة الحتمية ضياع الثروة التي بناها الأجداد بجهد وتعب.

كتب الصحفي كريستوفر تيلور في مقال نشره عام 2015 في وكالة رويترز أنه عندما سأل خبراء التخطيط المالي عن سبب ضياع الثروات على يد الجيلين الثاني والثالث، أجاب بعضهم بأن الوريث بمجرد حصوله على الميراث لا يمر أكثر من 19 يومًا قبل أن يشتري سيارة جديدة.

الآن، إذا كان هذا هو حال الابن، فكيف سيكون حال ابنه، أي الحفيد، الذي يمثل الجيل الثالث؟ ببساطة، سيسير على نهج والده، وسيواصل إهدار ما تبقى من ثروة العائلة حتى تعود إلى الصفر من جديد، ليجد نفسه في النهاية يعيش في الفقر. فبهذه الطريقة، يكون إنفاق المال أسرع من كسبه، مما يؤدي إلى تلاشي الثروة تمامًا.

خلاصة الكلام: طالما أن دخلك أقل من مصروفاتك بسبب رغباتك غير المُتحكَّم فيها، ستظل فقيرًا، ولن تكون لديك أي فرصة لبناء ثروة، مهما زاد دخلك. وإذا انجرفت نحو الديون، فسيصبح الأمر أكثر تعقيدًا. وحتى إن حدثت معجزة وورثت ثروة من قريب غني، ستُهدرها سريعًا، لأن العقلية الاستهلاكية غير المُنضبطة تجعل الخُضرة تذبل بين يديك، والذهب يتحول إلى تراب.

تعليقات