الاستثمار في الأسهم الأمريكية يعد من أبرز الخيارات التي يفضلها العديد من المستثمرين حول العالم، وذلك بفضل استقرار الأسواق المالية الأمريكية وقوة الشركات المدرجة في البورصات الكبرى مثل بورصة نيويورك وناسداك. تتيح الأسهم الأمريكية للمستثمرين فرصة للاستفادة من النمو الاقتصادي في أكبر اقتصاد في العالم، حيث يمكنهم شراء أسهم شركات رائدة في مجالات متنوعة مثل التكنولوجيا، الصحة، والطاقة. ومع ذلك، يتطلب الاستثمار في هذه الأسهم فهما جيدًا للسوق وقدرة على متابعة تحركات الأسعار والتقلبات الاقتصادية.
دليل كامل للاستثمار في الأسهم مع تسليط الضوء على السوق الأمريكي
يعد الاستثمار في الأسهم من أكثر طرق بناء الثروة شيوعًا على المدى الطويل، وهو خيار يزداد إقبال الأفراد عليه حول العالم، سواء لتحقيق دخل إضافي أو لتأمين المستقبل المالي. ورغم أن الفكرة تبدو بسيطة تشتري سهمًا فتصبح مالكًا لجزء من الشركة إلا أن فهم الأسواق، واختيار الشركات المناسبة، والتعامل مع تقلبات السوق يتطلب بعض المعرفة الأساسية.
![]() |
مقدمة شاملة للاستثمار في الأسهم مع نظرة على السوق الأمريكي |
في هذه المقالة، نقدم لك دليلاً مبسطًا وشاملًا حول كيفية الاستثمار في الأسهم، مع التركيز على أهم المفاهيم التي يجب أن يعرفها أي مستثمر مبتدئ. كما نسلط الضوء على السوق الأمريكي كأحد أهم وأضخم الأسواق في العالم، ونقارن بينه وبين الأسواق الناشئة مثل مصر والهند والبرازيل، لنوضح الفروق في الفرص والمخاطر بينهما. سواء كنت تفكر في أول استثمار لك، أو تبحث عن توسيع محفظتك، ستجد هنا الأساسيات التي تساعدك على اتخاذ قرارات مالية أكثر وعيًا.
طرق توزيع الأرباح في الشركات
عندما تحقق الشركات أرباحًا، تقوم إدارتها باتخاذ قرار بشأن كيفية استخدام هذه الأرباح. هناك طريقتان رئيسيتان لتوزيع الأرباح على المساهمين:1. التوزيعات النقدية (Dividends):
وهي الطريقة الأكثر شيوعًا، حيث تقوم الشركة بإرسال مبلغ مالي إلى حساب كل مساهم بناءً على عدد الأسهم التي يمتلكها. يتم الإعلان عن هذه التوزيعات بشكل دوري (ربع سنوي، نصف سنوي، أو سنوي)، وتُعتبر علامة على استقرار الشركة وقوة وضعها المالي، وتُفضلها فئة كبيرة من المستثمرين الباحثين عن دخل ثابت.
2. إعادة استثمار الأرباح داخل الشركة (Retained Earnings):بدلاً من توزيع الأرباح، قد تختار الشركة إعادة استثمارها في توسيع نشاطها، مثل تطوير منتجات جديدة، أو دخول أسواق جديدة، أو تحسين البنية التحتية. هذا الخيار يُمكن أن يؤدي إلى نمو أسرع في قيمة السهم مع الوقت، وهو ما يُعرف بـ العائد الرأسمالي (Capital Gain)، وغالبًا ما تتبعه الشركات التي ما تزال في مرحلة النمو أو التوسع مثل تسلا وأمازون.
وفي بعض الحالات، قد تجمع الشركة بين الطريقتين، فتُخصص جزءًا من الأرباح للتوزيع، وتحتفظ بالباقي للتوسع المستقبلي.أمثلة على طرق توزيع الأرباح
- شركات توزع أرباحًا بانتظام: مثل Apple، IBM، وMcDonald's. هذه الشركات تكون غالبًا ناضجة ومستقرة، ولا تحتاج إلى استثمار مبالغ كبيرة في التوسع.
- شركات تعيد استثمار الأرباح: مثل Tesla وAmazon. هذه الشركات، سواء كانت ناشئة أو عملاقة، لديها فرص نمو كبيرة، وتفضل استخدام أرباحها لتوسيع أعمالها.
التصنيف الأول: حسب الموقع الجغرافي للأسواق
الأسهم تصنف حسب المنطقة الجغرافية إلى نوعين رئيسيين:1. الأسواق المتقدمة (Developed Markets):
- تقع في دول مثل: الولايات المتحدة، كندا، أستراليا، اليابان، ودول أوروبا.
- عادةً ما تكون هذه الأسواق أكثر استقرارًا، لكنها تقدم فرص نمو أقل نسبيًا.
- تشمل دولًا مثل: مصر، الهند، إندونيسيا، نيجيريا، والبرازيل.
- هذه الأسواق تحمل فرص نمو عالية ولكن بمستوى مخاطرة أعلى.
مثال توضيحي للفروق بين الأسواق
تخيل شركة في المغرب تعتمد على خدمة العملاء التقليدية عبر الفروع فقط، وشركة في كندا تستخدم البريد الإلكتروني فقط دون أدوات حديثة. إذا قررت الشركتان تبنّي نظام ذكي لخدمة العملاء مثل الدردشة الآلية (Chatbots)، فإن التأثير سيكون أكبر بكثير على الشركة المغربية لأنها تنتقل من وضع بدائي إلى متقدم، بينما التحسين في الشركة الكندية سيكون محدودًا.
الخلاصة: الأسواق النامية تملك إمكانات نمو أكبر، لكنها تتطلب رأس مال أكبر واستعدادًا لتحمل المخاطر. أما من لديه ميزانية محدودة ومعرفة بسيطة، فالأفضل له أن يستثمر في الأسواق المتقدمة حيث الاستقرار أعلى.
التصنيف الثاني: حسب حجم الشركة
يتم تصنيف الشركات حسب قيمتها السوقية، والتي تُحسب كالآتي:القيمة السوقية = سعر السهم × عدد الأسهم الكلي
وينقسم السوق إلى:
1. الشركات الكبيرة (Large-cap):
- قيمتها السوقية تفوق 2 مليار دولار.
- أمثلة: Apple، Amazon.
- غالبًا ما تكون مستقرة وأقل مخاطرة على المدى البعيد.
- قيمتها أقل من 2 مليار دولار، وتصل أحيانًا إلى ما دون 200 مليون دولار فيما يُعرف بـ "Penny Stocks".
- هذه الشركات تمثل مخاطرة أعلى، لكن إذا نجحت فإن أرباحها تكون كبيرة.
هل الشركات الصغيرة مناسبة للجميع؟
لا ينصح بالاستثمار في الشركات الصغيرة للمبتدئين أو لمن يمتلك رأس مال محدود، وذلك لأن:- فقط شركة واحدة تقريبًا من كل عشر شركات في هذه الفئة تنجح على المدى البعيد.
- تحتاج إلى مجهود وتحليل كبير لاختيار الشركة الصحيحة.
- تتطلب رأس مال قوي لتحمّل المخاطر المحتملة.
- سياسة توزيع الأرباح.
- السوق الجغرافي المستهدف.
- حجم الشركة وقيمتها السوقية.
- مستوى المخاطرة مقابل العائد المتوقع.
ما هي الطرق المختلفة التي يمكن من خلالها شراء الأسهم والاستثمار فيها؟
عند الاستثمار في الأسهم، لديك خياران رئيسيان: إما أن تشتري الأسهم بشكل مباشر، أو أن تشتري حقيبة تحتوي على مجموعة من الأسهم. لنقم بشرح كل طريقة بشكل عام ونستنتج أيهما أفضل لمن يرغب في البدء برأس مال صغير:
1. شراء الأسهم بشكل مباشرإذا قررت شراء الأسهم بنفسك، فستحتاج إلى التسجيل في وسيط مالي يتيح لك الوصول إلى البورصة التي ترغب في الاستثمار فيها. من خلال الوسيط، يمكنك اختيار الأسهم التي تريد شرائها وتستثمار فيها. لكن، عليك أن تكون مستعدًا لاستثمار الوقت والجهد للحصول على معلومات كافية واختيار الأسهم الجيدة وتجنب الخاسرة. وهنا تبرز فكرة الحقيبة.
2. الاستثمار في حقيبة أسهمفكرة الحقيبة هي أن هناك شخصًا أو جهة متخصصة تختار الأسهم وتصمم حقيبة لتستثمر فيها دون أن تضطر للقيام بذلك بنفسك. وهناك نوعان من الحقائب:
- حقيبة مفتوحة
تكون الحقيبة المفتوحة عبارة عن محفظة يتغير فيها مكوناتها بشكل مستمر. يتم إدارة هذه الحقيبة بواسطة محللين وخبراء ماليين يقومون باختيار الأسهم التي سيتم إضافتها إليها. يمكن أن تكون هذه الحقائب مخصصة للأفراد الذين يمتلكون رأس مال كبير، أو تديرها شركات استثمارية تقدم خدمات لصناديق استثمار مشتركة (مثل Mutual Funds و Hedge Funds).
إذا كنت ترغب في شراء صندوق استثمار مشترك، ستحتاج إلى اللجوء إلى شركة استثمارية تعرض هذا الصندوق، حيث تقوم هي بتحديد قيمته من حيث الإدارة وغيرها.
- حقيبة مغلقة
الحقيبة المغلقة تحتوي على أسهم ثابتة نسبيًا وتُعرض في السوق العام للتداول مثل الأسهم. يتم تداول هذه الحقائب بأسعار متغيرة وفقًا للعرض والطلب، وهي ما يُعرف بـ صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs). يختلف هذا النوع عن الحقيبة المفتوحة في أنك بحاجة إلى اللجوء للسوق العام لشراء الحقيبة من بائع جاهز.
3. الروبوت المالي (Robo-advisor)الطريقة الأخيرة هي استخدام الروبوتات المالية، وهي تكنولوجيا جديدة تعتمد على الخوارزميات والبرمجة. تقوم بتحديد تفاصيل استثمارك مثل مستوى المخاطرة ورأس المال والأدوات المالية التي ستستثمر فيها. بناءً على هذه التفاصيل، يقوم الروبوت بالتحكم في محفظتك الاستثمارية. تتميز هذه الطريقة بتكلفتها المنخفضة مقارنة بالطرق الأخرى، لكنها تتطلب منك العثور على الخدمة المناسبة وتقييم أدائها مقارنة بالسوق بشكل عام.
بشكل عام، لا توجد طريقة أفضل من الأخرى، فكل طريقة تعتمد على نوع المستثمر والمبلغ المتاح له. ولكن إذا كنت تبحث عن أسهل طريقة بأقل قدر من المعلومات وأعلى الأرباح مع أقل مخاطرة ورأس مال منخفض، يمكنك النظر في الاستثمار عبر الحقيبة. ففي حالة شراء الأسهم مباشرة، تحتاج إلى مجهود ووقت لاختيار الأسهم المناسبة.
كما أن التنويع يكون تحديًا إذا كان رأس المال محدودًا، حيث أنك قد تكون قادرًا على شراء سهم واحد فقط في شركة واحدة إذا كان لديك مبلغ صغير مثل 500 دولار. بينما توفر الحقائب الاستثمارية تنويعًا أكبر، حيث يمكنك شراء نسب من الأسهم المختلفة داخل الحقيبة دون الحاجة إلى شراء سهم كامل في كل شركة.